تقارير و مقالات

بنيامين بول ميل صعد سريعا ليسقط من قمة جنوب السودان

بنيامين بول ميل يواجه السقوط الحاد

لا أحد يستطيع تفسير قرارات سلفاكير المفاجئة
  • ساعات فقط فصلت بنيامين من هرم السلطة وحولته إلى مواطن معتقل

لم تمض ساعات قليلة بعد إقالة بنيامين بول ميل من منصب نائب رئيس الجمهورية في جنوب السودان، ومنصب نائب رئيس الحركة الشعبية، وعزله من رتبة فريق أول إلى جندي وطرده من الخدمة العسكرية، لم تمض ساعات على هذه الإجراءات المفاجئة التي اتخذها الرئيس سلفاكير ميارديت حتى وجد ميل نفسه في وضع يتفاقم بلا توقف.

في فبراير الماضي سرت الهمهمات المكتومة في جوبا، عندما عين سلفا الدكتور بنيامين ميل نائبا لرئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، بدلا عن د. جيمس واني السياسي المعروف في جنوب السودان والقيادي العتيق في الحزب الحاكم.

وما إن مضى شهر آخر حتى اعتلى بنيامين بول ميل سنام الحركة الشعبية في مايو نائبا لرئيسها، وهي الحزب الحاكم في الجمهورية .

تحدثت الأوساط كثيرا عن نية الرئيس سلفاكير جعل السيد بنيامين خلفا له، خاصة عندما تم ترفيعه إلى رتبة فريق أول في سبتمبر في ترقية مفاجئة.

بنيامين بول ميل يواجه السقوط الحاد

في صباح اليوم الخميس نفذ الجنود أمرا أصدره رئيس أركان الجيش الشعبي الفريق أول قول نانق مجوك بسحب الحراسات الشخصية عن د. بنيامين بول ميل، في وقت أفادت فيه تقارير صحفية بسحب جوازات السفر التي كان يحملها، وأجهزة الاتصال، ليتحول الأمر إلى إقامة جبرية كاملة الأركان.

الناس في جوبا يتحدثون عن الصعود السريع والهبوط المفاجئ لنجم السياسة والأمن في جنوب السودان، ولكن لا يبدو أن أحدا من العامة يدرك أسباب حدوث هذا التحول المفاجئ في تقييم الرئيس لميل، فلا تصريحات لاحقة فسرت القرارات الرئاسية ، ولا حيثيات تفسر الخطوة.

ميل تحت الإقامة الجبرية في جوبا

منذ وقت مبكر من صباح الخميس أحاط جنود وضباط من استخبارات الجيش بالمكان الذي يقيم فيه نائب الرئيس السابق بنيامين بول ميل، ومنعت عنه الزيارة كما منع من التواصل مع العالم خارج المنزل، مع قفل الطرق المحيطة بالمكان بواسطة الارتكازات العسكرية.

وفي رواية نقلها “راديو تمازج” عن مصدر خاص أن عناصر من الأمن دخلت بالفعل مقر إقامة ميل وحملت منه أوراقا وأجهزة حاسوب وأموال، وهي معلومات لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن، إلا أن المؤكد هو وجود ميل بالداخل، على الأقل حتى لحظة محاصرته.

التكهنات تعصف بجنوب السودان

بينما لم تبد أي جهة رسمية أسبابا لما صدر بشأن ميل تجد التكهنات طريقها بين القوى السياسية والناس في جنوب السودان، فالرجل يعيش تحت وطأة عقوبات أمريكية منذ عام 2017 بتهمة الفساد، ولا يستطيع أحد الجزم بأن لإقالته وتجريده من مناصبه ورتبته علاقة بالأمر.

يحدث ذلك وقد مهد الرئيس سلفا -فيما يبدو- لإقالة ميل بإبعاد عدد من المسؤولين الذين اختارهم ومنهم وزير شؤون الرئاسة ومدير مكتبه، وقائد حرسه الخاص ومستشار الشؤون الأمنية اللواء مدوت .

تتساءل الأوساط عن احتمال لحاق ميل بسلفه رياك مشار في أروقة المحاكم؟ أم أن الإجراءات ما هي إلا سحابة ستذوب سريعا بين الرئيس وأكثر السياسيين قربا منه.

جنوب السودان خاض حربا طويلة ضد الحكومة في الخرطوم قبل أن يؤدي استفتاء شعبي في عام 2011 إلى انفصاله وتكوين دولة مستقلة لم تعرف الاستقرار إلا لماما.

وما بين حرب ونزاع سياسي ينظر الكثير من الجنوبيين إلى مستقبل بلادهم بقلق وخوف، خاصة والبلاد مثقلة بمشكلات اقتصادية واجتماعية وتراجع في البنيات يستدعي قفزة وطنية تواكب المحيط الأفريقي على الأقل.

أسبالتا

شبكة أسبالتا الإخبارية (Aspalta News)، منصتكم الأولى لمتابعة آخر أخبار السودان اليوم على مدار الساعة. نقدم تغطية شاملة وموثوقة للأحداث السياسية، الاقتصادية، الرياضية، والثقافية، بالإضافة إلى تقارير حصرية وتحليلات معمّقة تساعدكم على فهم المشهد السوداني والعالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى